أَبُو الْفَضْلِ الْكَاتِبْ الشهير بـ «ابن ابي طيفور»

ابن ابي طيفور

نحمدك اللّهم و نستعينك و نشكرك على نعمك، و آلائك، و نحمدك بالحمد الذي ارتضيته من خلقك، و أوجبت قبوله على نفسك. ونصلّي و نسلّم على عبدك و رسولك و خاتم أنبيائك و سيد رسلك و حبيبك محمد(ص) وعلى آله و صحبه الآف التحية والسلام. و نسأله عزّ شأنه أن يوفقنا لخدمة الاسلام والمسلمين ولخدمة العلم والعالمين. إنّه سميع مجيب.

مقدمة

هل غادر الشعراء من متردمِ *** أم هـل عرفت الدار بعد توهـم

كان الشعر في الجاهلية يشكل جزءاً مهماً من حياة العرب و مجتمعهم، إذ كان الشعر حديث الناس و ثقافتهم و سمرهم و أُنسهم و تاريخهم، فبه يتفاخرون و به يتكاثرون و به يحفظون نسبهم و تاريخهم و قصصهم و حياة أبطالهم و بطولاتهم و معاركهم مع القبائل الأخرى.

وكان للشاعر في المجتمع الجاهلي مقام رفيع و شأن منيع واذا برز شاعرٌ في قبيلة يحتلفون به ويهنئ بعضهم بعضا ويقيمون الحفلات ويطعمون الطعام اكراماً به وتكريماً له. وكانوا يعتقدون بأنّ الشعراء يلهمون الشعر، و أنّهم يعدّون من الكهنة وغير ذلك.

وفي صدر الإسلام كان للشعراء أيضاً مقام مرموق، حيث كانوا يردّون هجاء الهجائين الذين كانوا يهجون الرسول(ص) والمسلمين آنذاك، ويدافعون ويذبّون عن الرسول (ص) ويحمون المسلمين ويحافظون على نسبهم وانسابهم بأشعارهم وقصائدهم و يذكرون مفاخر المسلمين في حروبهم و غزواتهم مع المشركين والكفار وبقي الأمر كذلك حتى بعد صدر الاسلام.

فمن ذلك ما رواه أبو الفرج الاصفهاني بسندين وقال:

حضرت وفود الأنصار باب معاوية بن أبي سفيان و معهم النعمان بن بشير، فخرج إليهم حاجبه سعدٌ أبو درّة، وقد حجب بعده عبدالملك بن مروان، فقالوا له: استأذن لنا، فدخل إليه و عنده عمرو بن العاص، فاستأذن لهم.

فقال له عمرو: ماهذا اللقب الّذي جعلوه لهم نسباً؟ اُردد القوم إلى أنسابهم.

فقال له معاوية: إني أخاف من ذلك الشنعة.

فقال: هي كلمة تقولها إنْ مضت عرّتهم و نقصتهم، و إلاّ فهذا راجع إليهم.

فقال له: اخرج فناد، من كان بالباب من ولد عمرو بن عامر فليدخل.

فخرج فنادى بذلك، فدخل من كان هناك منهم سوى الأنصار.

فنظر معاوية إلى عمرو نظر منكر، فقال له: باعدت جدّاً، فقال اخرج فقل: من كان هاهنا من الأوس والخزرج فليدخل.

فخرج فقالها، فلم يدخل أحد. فقال معاوية: اخرج فقل من كان هاهنا من الأنصار فليدخل، فخرج فقالها، فدخلوا يقدمهم النعمان بن بشير وهو يقول:

يا سعدُ لا تعد الدعاء فما لنا *** نسبٌ نجيب به سوى الأنصارِ

نسب تخيره الإلهُ لقومنا *** أثقل به نسباً على الكفارِ

إنّ الذين ثَووا ببدر منكم *** يومَ القَليب هُم وقود النارِ

فقال معاوية لعمرو: قد كنّا أغنياء عن هذا[۱]

وهكذا كان شأن الشعر و الشعراء حتى أوائل العصر الأموي وقد تطور الشعر و أهدافه و مدلوله و ما يراد منه، فأصبح أحياناً مورداً من موارد الكسب و العيش كالمديح، أو حرفة يحترفها بعض من له إلمام بفنون الشعر و النظم و القافية.

وكذلك أصبح من أحد فنون الشعر تضمين بيت أو نصف بيت من شعر شاعر آخر في قطعة أو قصيدة، وبعد ذلك شاع أيضاً تضمين بيت شعر أو أكثر من بيت بين الشعراء، وقد ألّف في هذا الصدد كتب كثيرة، منها كتاب: سرقات الشعراء للأديب الأريب، أبي الفضل الكاتب، الذي لم تبلغ شهرته شهرة بقية الأدباء أو الشعراء في عصره أو قبله أو بعده، كأبي العتاهية وابن المقفع وأبي نؤاس وأبي فراس و أبي تمام وأبي الطيب وغيرهم.

ولكن أبا الفضل الكاتب بتأليفه لعدد من الكتب، اشتهر اسمه في الآفاق ولمع نجمه في سماء العلوم وعرف في الأندية والجامعات العلمية والأدبية. كما ترجم في بطون الكتب و اُمهات كتب التراجم كما سنذكره فيما يأتي.

د. كاظم العسكري

رمضان ۱۴۲۹

 

كنية ابن ابي طيفور و اسمه و لقبه

الكنية :

يُكنى بأبي الفضل، كما ذكر ذلك كلّ من ترجم له أو لكتابه من أصحاب كتب التراجم وغيرهم من المتقدمين و المتأخرين [۲].

الاسم :

هو أحمد بن أبي طاهر، واسم أبي طاهر: طيفور. وهو معروف عند القدماء بابن أبي طاهر الكاتب، وعند أهل هذا العصر بابن طيفور، لكون والده أبي طاهر يسمّى طيفوراً [۳]. وذكر المسعودي اسم أبي الفضل الكاتب هكذا: قال المسعودي: وذكر الفضل بن أبي طاهر في كتابة أخبار المؤلفين [۴] وقد توهم يوسف إلياس سركيس و ذكر اسمه و اسم أبيه و جده هكذا: «أحمد بن أبي طاهر بن أبي الفضل قاسم أبي طاهر طيفور»[۵] وقد أسند ذلك إلى النديم في الفهرست والحموي، في معجم البلدان، وليس كما ذكره بل كما ذكرناه.

اللقب:

لقبه المروزي أو المروذي و الكاتب و الخراساني والبغدادي[۶]. و لقب أبيه وهو طيفور معناه الطويئر الذي يطفر إن لم يكن قد اُخذ عن الكلمة الفارسية القديمة (تك بثر) ومعناه: تاج پور أي ابن التاج[۷].

ولادة ابن ابي طيفور و منشأه

ولد أبو الفضل في بغداد سنة ۲۰۴ هـ ـ ۸۱۹ م[۸] مدخل المأمون بغداد من خراسان[۹]. وهو من أسرة إيرانية من خراسان من مدينة مروروذ[۱۰] من جند خراسان[۱۱]. وكان من أشد الذين أخلصوا للعباسيين وعرفوا باسم أبناء الدولة، أو أبناء خراسان[۱۲]، أو الابناء، أو أولاد الدولة[۱۳].

حياته الأدبية و الاجتماعية

كان أبو الفضل في أول أمره معلماً [۱۴] وشرع حياته الأدبية مؤدباً في بعض الكتاتيب، كما قال صاحب كتاب الباهر، جعفر بن حمدان[۱۵]:

«كان أحمد بن أبي طاهر مؤدّب كتاب عاميّاً ثم تخصص»[۱۶].

وقد فهم بعض المتأخرين من عبارة جعفر بن حمدان: (مؤدب كتاب عاميّاً ثم تخصص) أي: أ نّه كان مؤدب كتاب سنيّاً، ثم تخصص، أي: تشيع[۱۷].

والبعض الآخر فهم من العبارة أ نّه كان مؤدّباً في الكتاتيب العامة ثم غدا مؤدّباً لأبناء الخاصة[۱۸]. ولعل المقصود من قول الكاتب (أبناء الخاصة) أبناء الطبقة المترفة والمرفهة وأعيان البلد، كما ذهب إلى هذا القول المستشرق هيوار بقوله:

«كان في أول أمره معلماً، فمؤدّباً لأبناء بعض الأسر المثرية»[۱۹].

ثمّ اشتغل بعد ذلك في نسخ الكتب واكترى حانوتاً، و جلس في سوق الوراقين في الجانب الشرقي[۲۰]. وأخذ ينشر الكتب الكثيرة من جمعه و تأليفه في الشعر و الأدب والتاريخ والأساطير[۲۱].

قيمة ابن ابي طيفور الأدبية و منزلته العلمية

اختلفت أقوال من ترجم لأبي الفضل فمنهم من اقتصرت أقواله على ذكر فضله وأدبه وشاعريته وعلمه، ومنهم من ينتقده انتقاداً لاذعاً، ويذكر مع ذلك شيئاً يسيراً من أدبه و آداب معاشرته كما يأتي:

فممن أثنى عليه من المتقدمين و المتأخرين المستشرق فازيليف بقوله:

«كان ابن طيفور كاتباً في الدواوين، واعظاً، شاعراً، محدّثاً، كثير الحفظ للحديث»[۲۲].

وقال آخر :

أديبٌ، كاتبٌ، مؤرخٌ، إمامٌ من أئمة الأدب، وعَلمٌ من أعلام الكتاب، ومن أقدم من عرف بتدوين التاريخ، بل هو أول من دون تاريخ مدينة السلام[۲۳].

وقال آخرون :

كان ابن طيفور أحد البلغاء، الشعراء، الرواة من أهل الفهم المذكورين بالعلم[۲۴]، المكثرين من التصنيف والتأليف، المعروفين بالذكاء وجودة البيان[۲۵].

وقال السخاوي عند ذكره ـ أبي الفضل في عداد المؤرخين: انّه أحد فحول الشعراء وأعيان البلغاء[۲۶] وهو القائل:

حَسْبُ الفتى أن يكونَ ذا حَسَب *** مِن نَفْسه ليس حَسْبَه حَسَبُه

ليس الّذي يبتدي به نسبٌ *** مِثل الّذي ينتهي به نَسَبُه

ومن قوله أيضاً :

قَد كنتُ أصدُقُ في وعدي فصيَّرني *** كذابةً ليس ذا في جملة الأدبِ

يا ذاكراً حُلْتُ عن عهدِي وعهدِكُم *** فنُصرةُ الصدقِ أفضتْ بي إلى الكذبِ[۲۷]

كان ذلك النزر مما أثنوا على أبي الفضل الكاتب.

أمّا من انتقده واتّهمه بسرقة بيت شعر وغير ذلك، فمنهم صاحب كتاب الباهر جعفر بن حمدان بقوله:

«ولم أرَ ممن شُهر بمثل ما شُهر به من تصنيف الكتب[۲۸]، وقول الشعر أكثر تصحيفاً منه ولا أبلد علماً ولا ألحن».

وقال أيضاً ـ ابن حمدان ـ يروي عن ابن طيفور:

«ولقد أنشدني ـ ابن طيفور ـ شعراً يعرضه عليّ في إسحق بن أيوب لحن في بضع عشرة[۲۹] موضعاً منه. وكان أسرقَ الناس لنصف بيت و ثلث بيت».

قال: وكذا قال لي البحتري فيه.

«وكان مع هذا جميل الأخلاق ظريف المعاشرة، حُلواً من الكهوب»[۳۰].

هكذا روى ابن اسحق النديم في الفهرست هذه الرواية عن صاحب كتاب الباهر لابن حمدان دون أن يعلق عليه بكلمة.

وكذلك فعل ياقوت الحموي والصفدي، فقد نقلا الرواية عن الكتاب دون ما نقد أو أي تعليق.

وهذا القول من صاحب كتاب الباهر في أبي الفضل ابن طيفور، يدعو القارئ إلى العجب.

فهل يعقل، أو هل أن ذلك مما يقبله العقل السليم أن يكتب أديب كتاباً في موضوع سرقة الشعر والأشعار والشعراء، في حين أ نّه لا يتورع عن بيت أو نصف بيت أو ثلث بيت من الشعر فينسبه لنفسه، إلاّ اللهم أن يكون منافقاً يظهر شيئاً و يبطن غيره، فينهى عن أمر ويفعله أو يقبح شيئاً و يأتي به، ليصدق عليه قول الشاعر:

لا تَنْه عَن خَلق و تأتي مِثلَه *** عارٌ عليكَ إذا فَعلت عظيمُ

و إذا رجعنا إلى آراء الآخرين وجدناهم يختلفون في ما رووا عنه، فمثلاً نجد البحاثة محمد بن اسحق النديم عندما يذكر ابنه أبي الحسين بن أحمد، يقول:

و روايته أقل من رواية أبيه، فأما الدراية والتأليف فكان أحمد أحذق وأمهر[۳۱].

وقال الخطيب البغدادي :

كان أحد البلغاء الشعراء، الرواة ومن أهل الفهم المذكورين بالعلم[۳۲].

كان ذلك رأي المتقدمين في أبي الفضل.

أما رأي المتأخرين فيه وفي ما قيل و روي عنه، فقد قال المستشرق ك . هيوار :

ولقد عاداه الكثيرون عندما ألّف كتاب سرقات الشعراء، الذي لم يصل إلينا، اتّهموه بعدم الخبرة والضعف في النحو[۳۳].

و قال أيضاً :

ولقد قدر المسعودي شعره و ذكر بعضه. . . [۳۴]

وأشار هيوار إلى مصدره لهذا القول، وعندما رجعنا إلى ما أرجع إليه قول المسعودي في ابن طيفور، لم نجد تقدير المسعودي له، وكذلك وجدناه – المسعودي – لم ينتقد شعر أبي الفضل بكلمة ما ولم يعلق عليه بشيء، بل ذكر له قصيدة في رثاء يحيى بن عمر، ضمن ذكره لأخباره بقوله:

ومما رُثي به ما قاله فيه أحمد بن أبي طاهر الشاعر في قصيدة طويلة[۳۵].

وقال الشيخ محمد زاهد الكوثري:

كان أبو الفضل ـ أحد البلغاء، الشعراء الرواة من أهل الفهم المذكورين بالعلم. . . المعروفين بالذكاء و جودة البيان. . . [۳۶].

وقال أيضاً :

وقد غالى جعفر بن أحمد[۳۷] بن حمدان في (الباهر) في رميه بالتصحيف والسطو على أنصاف أبيات و أثلاث أبيات، غير حاسب أن ذلك ليس من باب الانتحال، بل من نوع الابداع المعروف عند أهل البديع. . . [۳۸].

وقال فؤاد أفرام البستاني:

و ألّف كتاباً في (سرقات الشعراء) فأغاظهم، وألّب عليه الكثيرين، فأخذوا يتهمونه باللحن والخطأ، والتصحيف، وسرقة الشعر، حتى قال جعفر بن حمدان صاحب كتاب الباهر، في ما نقل ابن النديم[۳۹]:

(ولم أر ممن تشهر. . . )[۴۰] ونقل الرواية بكاملها.

وقالت لجنة من العلماء والباحثين في معهد الدراسات العربية التابع للجامعة العربية في ترجمة أبي الفضل أحمد بن طيفور :

«أعجب بعض الناس بشعره، ولكن الكثيرين اتّهموه باللحن والسرقة من الشعراء القدماء»[۴۱].

بعد ذكر هذه الأقوال في ابن طيفور لا نستطيع أن نحكم على ابن طيفور بالسرقة لبيت أو نصف أو ثلث بيت، وكذلك لا نستطيع في هذه العجالة أن ندفع عنه التهمة أو نبرّئه منها، لقلة المصادر والكتب المتوفرة في متناول أيدينا والتي ربّما أرشدتنا إلى الحقيقة والواقع.

ولكننا إذا راجعنا مصنفات و مؤلفات أبي الفضل نجد أن من جملة الكتب التي صنّفها في سرقات الشعر والشعراء كتاب: سرقات البحتري من أبي تمام، وإذا علمنا أن البحتري كان من خلان أبى القاسم جعفر بن محمد بن حمدان الموصلي وأ نّه كانت بينه وبين البحتري مراسلة، وأ نّه رثاه بعد وفاته[۴۲]، أمكننا أن نقول: ان ابن حمدان بقوله ذلك في أبي الفضل ابن طيفور، أراد الدفاع عن البحتري، أو ـ إن صحّ القول ـ الثأر للبحتري من أبي الفضل.

وبعد كل ما ذكرنا، لعل الصحيح في ما قاله صاحب كتاب الباهر في أحمد بن أبي طاهر: أ نّه كان أسرق الناس لنصف بيت وثلث بيت، إن صحّ ذلك، أ نّه نوع من الابداع المعروف عن أهل البديع[۴۳]، أو أ نّه من نوع توارد الخواطر، و وقوع حافر على حافر[۴۴]. وهذا ـ توارد الخواطر ـ أمرٌ كان معروفاً عن الشعراء وغيرهم، قديماً و حديثاً، ففى الجاهلية نرى هذا الأمر واضحاً و جلياً في شعر الشعراء، فمن ذلك على سبيل المثال لا الحصر ما أنشد طرفة بن العبد في معلقته المشهورة:

لِخولةَ أطلالٌ ببرقةِ ثهمَدِ *** تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ

وقوفاً بها صحبي عليّ مَطيّهُم *** يقولون لا تهلك أسىً و تجلّدِ[۴۵]

و البيت الثاني هو لامرئ القيس من معلقته المشهورة:

قِفا نبكِ من ذكرى حبيب و منزلِ *** بسقط اللوى بين الدخول فحومل

ومن أبياتها :

وقوفاً بها صَحبي عليّ مَطيّهم *** يقولون لا تهلك أسىً و تجمّلِ[۴۶]

وكذلك فقد سلّم واعترف بهذا الأمر الشعراء و الأدباء فضلاً عن غيرهم، حديثاً و قديماً. فقد قال المتنبي:

الشعر ميدان، والشعراء فرسان، فربّما اتّفق توارد الخواطر، كما قد يقع الحافر على الحافر[۴۷].

وقد عقد أبو هلال العسكري فصلاً خاصاً في كتابه لهذا الأمر، تحت عنوان :

الفصل الأول من الباب السادس: في حسن الأخذ، وقال في تداول المعاني بين الشعراء :

وقد أطبق المتقدّمون والمتأخرون على تداول المعاني بينهم، فليس على أحد فيه عيب إلاّ إذا أخذه بلفظه كلّه، أو أخذه فأفسده، وقصّر فيه عمّن تقدمه، و ربّما أخذ الشاعر القول المشهور ولم يبالِ، كما فعل النابغة، فإنّه أخذ قول وهب بن الحارث ابن زهرة:

تبدو كواكبه والشمسُ طالِعة *** تجري على الكأس منه الصّابُ والمقْرُ

وقال النابغة :

تبدو كواكبهُ والشمسُ طالعة *** لا النُّور نورٌ ولا الإظلام إظلامُ[۴۸]

وقال أيضاً :

وقد يقع للمتأخّر معنًى سبقه إليه المتقدّم من غير أن يلمَّ به، ولكن كما وقع للأوّل وقع للآخر. وهذا أمرٌ عرفته من نفسي، فلستُ أمتري فيه[۴۹] وذلك أني علمتُ شيئاً في صفة النّساء وهو:

سفَرْنَ بُدوراً وانتقبن أهِلّةً

وظننتُ أنّي سبقت إلى جمع هذين التشبيهين في نصف بيت، إلى أن وجدته بعينه لبعض البغداديين فكثر تعجبي، وعزمتُ على ألا أحكم على المتأخرّ بالسرقة من المتقدم حكماً حتماً [۵۰].

بعد كلّ هذا، لا يبقى مجال للشك في ما ادعاه صاحب كتاب الباهر من أن أبا الفضل كان أسرق الناس لبيت أو نصف أو ثلث بيت، بأنّه من هذا النوع من توارد الخواطر ووقوع حافر على حافر.

 

وقائع و حوادث من أيام حياته الأدبية و الاجتماعية

إذا تصفحنا حياة ابن طيفور نرى أنه لم يكن ثريّاً مترفاً من طبقة الناس المتمولين، بل نرى أ نّه كغيره من االشعراء والأدباء في عصره يمتهن الشعر ليرتزق منه ولامرار المعاش. كما أنشد هو يوماً وقال:

وما الشعر إلاّ السيف ينبو وحدُّه *** حسامٌ و يمضي وهو ليس بذي حدِّ

ولو كان بالإحسان يُرزق شاعرٌ *** لأجدى الذي يكدي وأكدى الذي يُجدي

ومن الشخصيات التي مدحها أبو الفضل هو الوزير الحسن بن مخلد وزير الخليفة العباسي المعتمد، فمن ذلك ما ذكره ياقوت الحموي بترجمته وقال:

وحدث الجهشياري في كتاب الوزراء، قال:

مدح أحمد بن أبي طاهر الحسن بن مخلد، وزير المعتمد، فأمر له بمائة دينار، وقال:

إيتِ رجاء الخادم فخذها منه، فلقى أحمد رجاء فقال له: لم يأمرني بشيء، فكتب إلى الحسن ـ بن مخلد ـ :

أما رجاءُ فأرجا ما أمرت به *** فكيف إن كنتَ لم تأمُره يأتَمرُ

بادر بجودك مهما كنت مقتدراً *** فليس في كلّ حال أنتَ مقتدرُ

فأمر بأضعافها له[۵۱].

نقل ياقوت الحموي هذا الخبر عن الجهشياري في كتابه الوزراء والكتاب، وعندما رجعنا إلى الكتاب المطبوع والمتداول بأيدي الناس، لم نجد ذلك فيه، لأن الكتاب يتحدث عن أخبار الوزراء والكتاب إلى فترة غير قصيرة من عصر المأمون.

وقد وجدنا هذا الخبر في كتيب لميخائيل عواد جمع فيه النصوص الضائعة من كتاب الوزراء والكتاب للجهشياري[۵۲].

وأما غير الجهشياري من المؤرخين فقد وجدنا هذا الخبر عند ابن عساكر يرويه (ينقله) عن ابن أبي طاهر مختصراً في ترجمته لوزير الخليفة العباسي المعتمد، الحسن بن مخلد[۵۳].

وقد مرّت على أبي الفضل أيام عسر وضيق و ضنك من العيش، فمن ذلك مارواه أبو دهقان عن بعض الأيام التي مرّت عليه ويقول:

كُنتُ أنزلُ في جِوار الـمُعلّى ابن أيوب صاحب العرض و الجيش في أيام المأمون، وكان أحمد بن أبي طاهر ينزل عنده، فأضقنا إضاقةً شديدة و تعذرت علينا وجوه الحيلة، فقلت لابن أبي طاهر: هل لك في شيء لا بأس به؟ تدَعُني حتى أسجيك و أمضيَ إلى منزلِ المعلّى بن أيوب، فأُعلمه أنّ صديقاً لي قد تُوفّي فآخذ منه ثمن كفن فنُنفِقه. فقال: نعم! وجئتُ إلى وكيل المعلّى، فعرّفتُه خبرنا، فصار معي إلى منزلي، فتأمل ابن أبي طاهر، ثم نقر أنفهُ فضرط، فقال لي ما هذا؟ فقلتُ هذه بقية من رُوحه كَرِهتْ نكهتَه، فخرجت من استِه، فضحك وعرِف المعلّى خبرنا، فأمر لنا بجملة دنانير. . . [۵۴].

و مما ينقل أبو الفضل ابن طيفور عن نفسه ما حدّث به جحظة عنه، قال (احمد بن أبي طاهر):

قصدتُ سرَّ من رأى، زائراً بعض كتابها بشعر مدحته به فقبلني وأحسنَ إليّ، وأجزل صلتي، و وهب لي غلاماً روميّاً حسن الوجه، و رحلتُ أريد بغداد سائراً على الظهر. . . فلما سرت نحو الفرسخ، أخذتنا السماءُ بأمر عظيم من القطْر، ونحن بالقرب من دير السوسن، فقلتُ للغلام: اعدِل بنا يا بني إلى هذا الدير، نقيم فيه إلى أن يخفّ هذا المطر ففعل، وازداد القطرُ واشتد، وجاء الليل، فقال الراهب: أتتِ[۵۵]العيشة هـهنا، وعندي شراب جيّد، فتبيتُ وتقصُف، ويسكن المطر، وتجفّ الطريق وتبكِّرُ، فقلت: أفعل. فأخرجَ إليّ شراباً ما رأيتُ قطُّ أصفى منه، ولا أعطر، فقلتُ: هاتِ مدامَكَ، وأمرتُ بحطّ الرّحل، وبتُّ والغلامُ يسقيني، والراهب نديمي، حتّى متُّ سكراً، فلما أصبحت رحلتُ، وقلتُ:

سقى سرَّ من را و سكانها *** و دَيراً لسَوْسنهاالراهبِ

سُحاب تدفق عن رعدهِ *** الصفوقِ وبارقه الواضبِ

فقد بتُّ في ديره ليلة *** وبدرٌ على غصن صاحبي

غزالٌ سقاني حتى الصباح *** صفراء كالذهب الذائب

فيا ربِّ تبْ واعف عن مذنب *** مقرٍّ بزلّته تائب[۵۶]

 

معاشرة ابن ابي طيفور مع غيره من الأدباء والشعراء

مع المبرد

حدَّث الصولي. . . عن أحمد بن أبي طاهر قال: خرجتُ من منزل أبي الصقرِ، نصف النهار في تموز، فقلتُ ليس بقربي منزلٌ أقربُ من منزل المبرد، إذ كنتُ لا أقدر أصل إلى منزلي بباب الشّام، فجئتُه، فأدخلني إلى حُويشة له وجاء بمائدة، فأكلت معه لونين طيبين، وسقاني ماءاً بارداً، وقال لي: أحدّثُك إلى أن تنام، فجعل يحدثني أحسن حديث، فحضرني لشؤمي وقلّة شكري بيتان، فقلتُ: قد حضرني بيتانِ، أنشدهما؟ فقال ذاك إليك، وهو يظنّ أني قد مدحتُه، فأنشدته :

ويوم كحرِّ الشوق في صدر عاشق *** على أ نّه منه أحرُّ و أومدُ

ظلِلْتُ به عند المبرد قائلاً *** فما زلتُ في ألفاظه أتبرّدُ

فقال لي: قد كان يَسعُك إذا لم تحمَد ألاّ تذُمّ، وما لك عندي جزاء إلاّ أن أُخرجك، والله لا جلست عندي بعد هذا، فأخرجني، فمضيت إلى منزلي بباب الشام، فمرضت من الحرّ الذي نالني مدّة، فعدتُ باللومِ على نفسي[۵۷].

وبعدها ولعله بسبب هذا قال في المبرد، ما حدّث به المرزباني في كتاب المقتبس، قال أحمد ابن أبي طاهر في أبي العباس المبرد:

كملَتْ في المبرد الآداب *** واستُقِلّتْ في عقلِه الألبابُ

غير أنّ الفتى كما زعم الناس *** دعيّ مصحّف كذابُ [۵۸].

مع الشاعرة فضل العبدية

أخبر محمد بن خلف المرزبان قال: حدثني أحمد بن أبي طاهر قال: ألقيتُ أنا على فضل الشاعرة:

عَلمَ الجمال تركتني *** بهواكِ أشهرَ من عَلمْ

فقالت على البديهة:

و أبحتني يا سيدي *** سَقماً يجِلُّ عن السقَمْ

وتركتني غرضاً ـ فديتك ـ *** للعواذل و التهمْ

صلةُ المحبِّ حبيبه *** الله يعلمُه كرَمْ [۵۹]

ولكنّ أبو الفرج الاصفهاني روى رواية، روى فيها هذه الأشعار لفضل مع غير أبي الفضل بقوله:

حدثني عمّي قال: حدثنا أبو عبدالله أحمد بن حمدون قال:

عُرضت على المعتمد جاريةٌ تباع في خلافة المتوكل وهو يومئذ حديث السنّ، فاشتط مولاها في السوم فلم يشترها، وخرج بها إلى ابن الأغلب، فبيعت هناك، فلما ولي المعتمد الخلافة، سأل عن خبرها، وقد ذكرها، فأعلم أنّها بيعت و أولدها مولاها، فقال لفضل الشاعرة قولي فيها شيئاً، فقالت:

عَلمَ الجمال تركتني *** في الحبِّ أشهر من عَلمْ

و نصبتني يا منيتي *** غرضَ المظنّة و التهمْ

فارقتني بعد الدنوّ *** فصرتِ عندي كالحُلمْ

فلو أن نفسي فارقت *** جسمي لفقدك لم تُلم

ما كان ضرّك لو وصلتِ *** فخفّ عن قلبي الألمْ

برسالة تُهدينها *** أو زورة تحت الظلمْ

أوْ لا فطيفٌ في المنام *** فلا أقلَّ من اللمَمْ

صلةُ المحبُّ حبيبهُ *** الله يعلمُه كرمْ [۶۰]

وقد نسب في هذه الرواية بيت أبي الفضل الذي ألقاه ـ كما تقول رواية محمد بن خلف ـ على فضل، إلى فضل نفسها مع تفاوت يسير في الشطر الثاني، والبيت الثاني من جواب فضل لأبي الفضل لم ترد في رواية أبي الفرج الاصفهاني، والبيث الثالث لفضل هو البيت الأخير لها في رواية أبي الفرج الاصفهاني.

 

شيوخ أبي الفضل و من روى عنهم

لم يذكر النديم من روى عنهم أبو الفضل. وقال الخطيب البغدادي: حدّث أحمد بن أبي طاهر عن عمر بن شبَّة، وأحمد بن الهيثم السامي، وعبدالله بن أبي سعيد الوراق وغيرهم[۶۱].

ونقل ذلك عنه الشيخ محمد زاهد الكوثري ولم يشر إليه[۶۲].

و أما ياقوت الحمـوي فقال: وروى عن عمر بن شبّـة[۶۳]. ولم يذكر غيـره.

و الصفدي لم يذكر شيئاً في هذا الصدد.

وعندما رجعنا إلى بعض المصادر الأخرى، وجدنا أ نّه يروي عن آخرين، كأبي عثمان سعيد بن محمد الصغير، وأحمد بن الحارث الجزار، كما ذكر ذلك المسعودي

قال المسعودي: وذكر الفضل بن أبي طاهر في كتابه في أخبار المؤلفين، قال حدثني أبو عثمان سعيد بن محمد الصغير. . . [۶۴].

وقال – أيضاً -: ومن ملاحات أحاديث الملهين المجان ماذكره ابو الفضل بن أبي طاهر، قال: حدثني احمد بن الحارث الجزار عن. . . . [۶۵]

وروى أيضاً عن أبي تمام حبيب بن أوس الطائي، كما ذكر ذلك أبو البركات الأنباري بقوله في ترجمة أبي تمام:

وقدم إلى بغداد، فجالس الأدباء وعاشر العلماء وكان موصوفاً بالظرف، وحسن الأخلاق. . .

وقد روى عنه أحمد بن أبي طاهر[۶۶].

 

من روى عن ابن أبي طاهر

لم يذكر النديم والصفدي من روى عن ابن طيفور.

وذكر الخطيب البغدادي والحموي اثنين رووا عن أبي الفضل وهما:

ابنه عبيدالله و محمد بن خلف المرزبان[۶۷]. ونقل ذلك عنهما الشيخ الكوثري[۶۸].

 

۱ ـ أبو الحسين عبيدالله بن أحمد أبو الفضل

روى عن أبيه، و زاد في تاريخه تاريخ بغداد، فإنّ أباه عمل إلى آخر أيّام المهتدي، و زاد ابنه أخبار المعتمد وأخبار المعتضد و أخبار المكتفي وأخبار المقتدر ولم يتمّه[۶۹]، وسماه ذيلاً لكتاب أبيه، و ساق فيه التاريخ إلى سنّة ۳۲۰ هـ[۷۰].

 

۲ ـ المرزبان محمد بن خلف

كثيراً ما وجدت من الأخبار التي راجعتها في الاغاني ومعجم الأدباء انها مروية عن محمد بن خلف المرزبان، والمرزبان تارة يروي عن ابن أبي طاهر، وتارة عن غيره، فمن جملة ما روى عن أبي الفضل قال:

حدثني أحمد بن أبي طاهر قال: كانت فضل الشاعرة لرجل من النخاسين بالكرخ يقال حسنويه، فاشتراها محمد بن الفرج وأهداها إلى المتوكل، فكانت تجلس للرجال ويأتيها الشعراء، فألقى عليها أبو دلف القاسم بن عيسى:

قالوا عشقت صغيرة فاجبتهم *** أشهى المطيِّ إليّ ما لم يُركبِ

كم بين حبّةِ لؤلؤ مثقوبة *** نظمت و حبّة لؤلؤ لم تثقبِ

فقالت فضل مجيبة :

إن المطية لا يلذّ ركوبها *** ما لم تذلل بالزمام و تُركبُ

والدّرُّ ليس بنافع أصحابه *** حتى يؤلف للنظام بمثقب[۷۱]

و روايات أخرى كذلك رواها المرزبان عن ابن أبي طاهر.

أما غيرهما من الرواة مما لم يذكرهما البغدادي والحموي فهم:

 

۳ ـ الطبري، محمد بن جرير

قال المستشرق هيوار عند تعريفه كتاب تاريخ بغداد لابن طيفور :

وهو أحد المصادر التي اعتمد عليها الطبري في تاريخه[۷۲].

وقال المستشرق فازيليف :

ويعدّ تاريخ بغداد المرجع الأساسي للطبري في ذكره أخبار العصر العباسي. وقد أثبت المستشرق كلر أن الطبري يكاد يكون نسخة منه كلمة بكلمة. وأخبار ابن طيفور عن خلافة المأمون تسوق تفاصيل ذات أهمية أساسية أهملها الطبري ولعله أهملها عامداً [۷۳].

وقال الشيخ الكوثري:

وابن جرير الطبري كثير النقل عن نصوصه[۷۴].

ولكننا عندما رجعنا إلى تاريخ الطبري لم نجده يذكر ابن أبي طاهر سوى مرّة واحدة في ذكره قصة ظهور يحيى بن عمر ابن يحيى بن حسين بن زيد بن على بن الحسين بن علي بن أبي طالب (رضه)، بقوله:

فذكر ابن أبي طاهر أن ابن الصوفي الطالبي حدّثه أ نّه أتاه في الليلة التي كان خروجه. . . إلى آخر الخبر[۷۵].

ولعله كان يروي عنه دون أن يذكر سنده إليه.

 

۴ ـ المسعودي

يذكر المسعودي أحياناً سنده إلى أبي الفضل فيما يروي كما ذكر ذلك في خبر من أخبار خلافة الخليفة العباسي المنتصر بالله محمد بن جعفر المتوكل على الله بقوله:

وذكر الفضل بن أبي طاهر في كتابه أخبار المؤلفين، قال: كان المنتصر في أيام إمارته. . . إلى آخر الخبر[۷۶].

وأحياناً لا يذكر سنده إلى أبي الفضل بل يذكر سند أبي الفضل فيما يروي كما روى خبراً طريفاً لم أعثر عليه عند غيره كتاريخ الطبري والاغاني ومعجم الأدباء وغيرهم ولعلهم لم يرووه وهو كالآتي:

قال المسعودي:

ومن ملاحات أحاديث الملهين المجان ما ذكره أبو الفضل ابن أبي طاهر قال: حدثني. . . كان بمكّة سفيه يجمع بين الرجاء والنساء على أفحش الريب، وكان من أشراف قريش، ولم يذكر اسمه فشكا أهل مكّة ذلك إلى الوالي فغربه إلى عرفات، فاتّخذها منزلاً، ودخل إلى مكّة مستتراً، فلقي بها حرفاءه من الرجال والنساء، فقال: وما يمنعكم مني؟ فقالوا: وأين بك وأنت بعرفات؟ فقال: حمار بدرهمين وصرتم إلى الأمن والنزهة والخلوة واللذة، قالوا نشهد إنّك لصادق فكانوا يأتونه، فكثر ذلك حتّى أفسد على أهل مكّة أحداثهم وحواشيهم، فعادوا بالشكية إلى أميرهم، فأرسل إليه، فأتي به، فقال: أي عدو الله طردتك من حرم الله فصرت إلى المشعر الأعظم تفسد فيه وتجمع بين الخبائث، فقال: أصلح الأمير! إنّهم يكذبون عليّ ويحسدوني، فقالوا للوالي بيننا و بينه واحدة، تجمع حمر المكارين وترسلها إلى عرفات، فإن لم تقصد إلى بيته لما تعودت من إتيان السفهاء والفجار إيّاه، فالقول ما قال، فقال الوالي إنّ في هذا لدليلاً، وأمر بجمع الحمر فجمعت، ثم أرسلت فقصدت منزله، وأتاه أمناؤه فقال:

ما بعد هذا شيء، جرّدوه، فلما نظر إلى السياط قال: ولابد من ضربي؟ قال: لابد يا عدوّ الله. قال اضرب فوالله ما في هذا شيء بأشدّ من أن يسخر بنا أهل العراق، ويقولون: أهل مكّة يجيزون شهادة الحمير مع تقريعهم لنا بقبول شهادة الواحد مع يمين الطالب، قال: فضحك الوالي، وقال: لا أضربك اليوم. وأمر بتخلية سبيله، وترك التعرض له[۷۷].

۵ ـ أبو الفرج الاصفهاني

كثيراً ما نرى أبا الفرج الاصفهاني يروي الأخبار ـ أخبار فترة تأليف كتاب بغداد ـ و يذكر سندها، ونجد في أسناد رواياته أحياناً اسم ابن أبي طاهر في نهاية السند. وأحياناً ينتهي سنده باسم محمد بن خلف المرزبان وثالثة ينتهي سنده بهما، ورابعة بغيرهما.

ويؤيد ما ذكرناه قول المستشرق فازيليف في ترجمة أبي الفضل حيث قال:

وقد أخذ عن تاريخ بغداد كثير ممن جاء بعده من المؤرخين، وخاصّة صاحب كتاب الأغاني[۷۸].

 

۶ ـ ابن عساكر

قد روى ابن عساكر عن أبي الفضل مباشرة دون أن يذكر سنده إليه، مع ان أبا الفضل توفّي سنة ۲۸۰ هـ وابن عساكر توفّي سنة ۵۷۱ هـ[۷۹].

 

۷ ـ ياقوت الحموي

وجدنا الحموي يروي عن أبي الفضل في كتابه معجم الأدباء في ترجمته له عن ابنه أبي الحسين. كما قال:

وأنشد له ابنه عبيد الله في كتابه:[۸۰]

وما الشعر إلاّ السيف ينبو. . .

و يروي أحياناً بسنده الذي يذكره منتهياً بابن أبي طاهر كقوله مثلاً :

وحدث عن الصولي عن أبي علي بن عينويه الكاتب، قال: حدثني أحمد بن أبي طاهر، قال خرجت من منزل أبي الصقر. . . [۸۱]

وأما في كتابه معجم البلدان فنجده يروي مباشرة عن أبي الفضل وبدون واسطة مع ذكره سند أبي الفضل فيما يروي كقوله :

وذكر أحمد بن أبي طاهر عن عبدالله بن سعد عن محمد بن المفضل الهاشمي عن سلام الأبرش، قال:

لما خرج الرشيد إلى طوس. . . [۸۲]

و كقوله أيضاً :

وذكر ابن أبي طاهر أن الشعراء، اجتمعوا بباب عبدالله. . . ولم يذكر سنده إلى أبي الفضل، ولا سند أبي الفضل فيما روى[۸۳].

وممن روى عن أبي الفضل غير ما ذكرنا :

عبدالله بن محمد الحليمي، وأبي علي بن عينويه الكاتب، و جحظة، كما ذكر ذلك الحموي وروى عنهم في ترجمته لأبي الفضل الكاتب[۸۴].

 

مؤلفات ابن ابي طيفور

أما مؤلفاته، وهو الذي قد عرف في جميع الأوساط العلمية بأنّه إمام من أئمة الأدب، وعلم من أعلام الكتاب، وقد سارت الركبان بحديث ما خلفه من الآثار العلمية والنفائس الأدبية والتاريخية، فاهتم بذلك علماء الشرق و الغرب بالبحث عنها، وهو الذي اشتهر بأنه أقدم من عرف بتدوين التاريخ، فقد ألّف في الأدب وتاريخه وأخبار الأدباء والشعراء كتباً جاوزت الأربعين كتاباً، إذ امتاز زمانه بكثرة الأحداث، مما يهمّ كثيراً من المحققين والباحثين[۸۵].

وقد عدّ له النديم من الكتب المصنفة خمسين كتاباً [۸۶].

أما غير النديم من الذين أحصوا كتبه، كالصفدي، فقد عدّ كتبه تسعة وأربعين كتاباً [۸۷] وعدّ اسماعيل باشا البغدادي، كتب أبي الفضل خمسة وأربعين كتاباً [۸۸].

وأما الذين نقلوا تعداد كتبه عن النديم، فقد قال ياقوت الحموي:

وذكره محمد بن إسحاق النديم، وقال: له من الكتب كتاب. . . وعدّ كتبه ثمانية وأربعين كتاباً [۸۹].

وقال فازيليف :

وقد كتب أكثر من خمسة و أربعين كتاباً، أثبتها فهرست ابن النديم[۹۰].

وقال صاحب معجم المطبوعات العربية و المعربة:

وعدد له صاحب الفهرست أكثر من ستين مصنفاً [۹۱].

وقد ذكر له الزركلي: أن له نحو خمسين كتاباً [۹۲].

ولم يصلنا ـ وللاسف ـ من مؤلفات و مصنفات أبي الفضل سوى كتاب بغداد و كتاب المنثور والمنظوم[۹۳].

أما كتبه الأخرى التي بلغت خمسة وأربعين فقد فقدت كلّها[۹۴].

ومن أشهر كتبه ـ التي سلمت من يد الاقدار ـ كتاب تاريخ بغداد، إذ أنّه ـ أبا الفضل ـ قد عرف بأنّه أوّل من صنف لها تاريخاً [۹۵]، وعليه ـ كتاب بغداد ـ اعتمد الطبري[۹۶]، وأبو الفرج الاصفهاني وغيرهما من الكتّاب[۹۷].

و إن سبب اشتهار كتاب أبي الفضل هو طريقة تصنيفه له، إذ أنّ طريقة تسجيله للأنباء والأخبار مدعاة للاطمئنان بها، فهو يذكر عند تسجيله الأخبار من عنوا بتدوينها في ذلك الزمن، ويقول عند ذكره للأخبار المتعاقبة إذا اتّفقوا على نبأ منها: قالوا جميعاً كذا وكذا، وعند انفراد أحدهم بنبأ، يقول: حدثني فلان، فتكون قيمته بحسب راويه[۹۸].

ولكن ـ مع الأسف ـ لم يبق من كتابه (تاريخ بغداد) إلاّ المجلد السادس والذي يشتمل على أخبار بغداد وتاريخ الدولة العباسية من سنة (۲۰۴ هـ) وحتى وفاة الخليفة المأمون[۹۹]، وقد وضع أبو الحسين ـ ابنه ـ ذيلاً للكتاب وساق فيه التاريخ إلى سنة (۳۲۰ هـ)، ولم يصل إلينا هذا الذيل أيضاً [۱۰۰].

والنسخة الخطية لهذا الكتاب موجودة في المتحف البريطاني، وقد طبع الكتاب الدكتور هنس كلر طبعة حجرية و ترجمه إلى الألمانية[۱۰۱].

وقال السخاوي في ذكره للمؤرخين :

ولأبي الفضل أحمد بن أبي طاهر كتاب: أخبار الخلفاء[۱۰۲]. ولم أجد له في ما عدّه النديم وغيره من كتبه، كتاباً بهذا الاسم، ولعله قصد به تاريخ بغداد، كذلك عبر عن قصد السخاوي، الكوثري في تسمية الكتاب[۱۰۳]، لما جاء في عنوان الكتاب: تاريخ بغداد في أخبار الخلفاء والأمراء وأيّامهم[۱۰۴].

ومن كتبه المشهورة والتي سلمت من يد الأحداث والأقدار كتاب (المنثور والمنظوم)، وهو مصنف في الشعر والبلاغة ويقع في ثلاثة عشر مجلداً، كما قال بذلك المستشرق هيوار[۱۰۵] وفي أربعة عشر جزءاً، حسب قول آغا بزرگ الطهراني[۱۰۶].

وقال النديم: كتاب المنثور والمنظوم أربعة عشر جزءاً والذي بأيدي الناس ثلاثة عشر جزءاً [۱۰۷].

و أيضاً ـ مع الأسف ـ لم يبق منه إلاّ الجزء الحادي عشر الموسوم بـ (بلاغات النساء و طرائف كلامهن)، ونسخته الخطية موجودة بالمتحف البريطاني[۱۰۸].

ومن كتبه التي ذكرها وأشار إليها بروكلمان في ترجمته لأخبار ابن الدمينة، كتاب أبي الفضل فيه[۱۰۹].

وفات ابن ابي طيفور

توفي سنة ثمانين و مائتين، ودفن بباب الشام ببغداد[۱۱۰]

المصادر و المراجع حسب التسلسل الزمني

۱ ـ شرح ديوان امرئ القيس، حسن السندوبي، نشر المكتبة التجارية الكبرى، الطبعة الخامسة، القاهرة.

۲ ـ ديوان طرفة بن العبد، تحقيق كرم البستاني.

۳ ـ تاريخ الأُمم والملوك، محمد بن جرير الطبري، (ت: ۳۱۰هـ)، الطبعة الاوربية، مطبعة بريل، ۱۸۷۹م.

۴ ـ مروج الذهب و معادن الجوهر، أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي (ت: ۳۴۶ هـ)، الطبعة الاوربية، باريس، ۱۸۷۳م، والطبعة البيروتية، دار الأندلس للطباعة والنشر، بيروت ۱۳۸۵هـ ـ ۱۹۶۵م.

۵ ـ الأغاني، أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد القرشي الأموي الكاتب الاصفهاني، (ت: ۳۵۶ هـ)، الطبعة الثانية، نشر دار الثقافة، بيروت ۱۹۵۷م.

۶ ـ الفهرست، محمد بن اسحق النديم، المعروف بأبي يعقوب الوراق، (ت: ۳۸۰ هـ)، الطبعة الثانية، تحقيق الاستاذ رضا تجدد، طهران، ۱۳۹۱هـ ـ ۱۹۷۱م.

۷ ـ كتاب الصناعتين، الكتابة والشعر، أبي هلال الحسن بن عبدالله بن سهل العسكري، (ت: ۳۹۵)، تحقيق علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل ابراهيم، نشر عيسى البابي الحلبي وشركاه، القاهرة ۱۹۷۱م.

۸ ـ تاريخ بغداد أو مدينة السلام، الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي المتوفي سنة (۴۶۳هـ)، تحقيق و طبع أوفست كونرو غرافير، بيروت. لا، ت. نشر دار الكتاب العربي.

۹ ـ تهذيب تاريخ ابن عساكر (ت: ۵۷۱ هـ)، الطبعة الثانية، هذّبه و رتبه الشيخ عبدالقادر بدران (ت: ۱۳۴۶ هـ)، نشر دار السيرة، بيروت ۱۹۷۹م.

۱۰ ـ نزهة الألباء في طبقات الأدباء، أبو البركات كمال الدين عبدالرحمن بن محمد الأنباري، (ت: ۵۷۷ هـ) حققه الدكتور ابراهيم السامرائي، الطبعة الثانية، بغداد ۱۹۷۰م.

۱۱ ـ إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، الامام الشيخ شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الجنس، الحموي المولد، البغدادي الدار (ت: ۶۲۰)، نشر مكتبة عيسى البابي الحلبي من مطبوعات دار المأمون، الطبعة الأخيرة، القاهرة، ۱۳۵۵ هـ ـ ۱۹۳۶م.

۱۲ ـ معجم البلدان، له، اوفست على الطبعة الاوربية المطبوع بمطبعة لايبزيك، سنة ۱۸۸۶، طهران ۱۹۶۵ م.

۱۳ ـ الوافي بالوفيات، الشيخ صلاح الدين الصفدي (ت: ۷۶۴ هـ)، طبع الكتاب بمساعدة المعهد الألماني للأبحاث الشرقية، نشر دار النشر فرانز شتاينر بثسبادن. طبع دار صادر بيروت.

۱۴ ـ الاعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ، الحافظ شمس الدين محمد بن عبدالرحمن السخاوي (ت: ۹۰۲ هـ)، حققه وعلق عليه بالانكليزية فرانز رُوزنثال، مطبعة العاني، بغداد ۱۹۶۳م.

۱۵ ـ شرح شواهد المغني، الامام جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت: ۹۱۱)، نشر دار مكتبة الحياة، بيروت ۱۳۸۶ هـ ـ ۱۹۶۶ م.

۱۶ ـ كشف الظنون عن أسامي الكتب و الفنون، المؤرخ مصطفى بن عبدالله المشهور بحاجي خليفة. عنى بتصحيحه وطبعه على نسخة المؤلف محمد شرف الدين بالتقايا والمعلم رفعت بيلكه الكليسي، الطبعة الثالثة، اوفست على الطبعة التركية، استانبول، طهران ۱۳۷۸ هـ ـ ۱۹۶۷ م.

۱۷ ـ هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، اسماعيل باشا البغدادي، الطبعة الثالثة، اوفست على طبعة استانبول سنة ۱۹۵۱م، نشر كتابخانه اسلامي و جعفري تبريزي، طهران ۱۳۸۷ هـ ـ ۱۹۶۷ م.

۱۸ ـ دائرة المعارف الاسلامية، المستشرقون الاوربيون، نقلها إلى العربية: محمد ثابت الفندي، أحمد الشنتاوي، ابراهيم زكي خورشيد، عبدالحميد يونس. القاهرة ۱۳۵۲ هـ ـ ۱۹۳۳ م.

۱۹ ـ العرب والروم، المستشرق فازيليف، ترجمة الدكتور محمد عبدالهادي شعيره، مراجعة الدكتور فؤاد حسنين علي، باشراف دار الثقافة العامة التابعة لوزارة المعارف العمومية المصرية، ملتزم الطبع والنشر دار الفكر العربي، بروكسل، ۱۹۳۴م.

۲۰ ـ تاريخ الأدبي العربي، المستشرق كارل بروكلمان، الجزء الأول، نقله إلى العربية د. عبدالحليم النجار، باشراف الادارة الثقافية لجامعة الدول العربية، نشر دار المعارف، القاهرة ۱۹۶۱ م.

۲۱ ـ معجم المطبوعات العربية والمعربة. جمع وترتيب يوسف إلياس سركيس وأولاده، القاهرة ۱۳۴۶ هـ ـ ۱۹۲۸م.

۲۲ ـ مقدمة كتاب بغداد لابن طيفور، عرف الكتاب و ترجم للمؤلف وصححه العلامة المحقق الشيخ محمد زاهد بن الحسن الكوثري، عنى بنشره و راجع أصله و وقف على طبعه السيد عزة العطار الحسيني، مدير مكتب نشر الثقافة الاسلامية، الطبعة الأولى، القاهرة ۱۹۴۹م.

۲۳ ـ الأعلام، قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، خير الدين الزركلي، مطبعة گوستاتسوماس وشركاه، القاهرة ۱۳۷۸ هـ ـ ۱۹۵۹ م.

۲۴ ـ معجم المؤلفين. تراجم مصنفي الكتب العربية. عمر رضا كحالة، نشر المكتبة العربية بدمشق، الطبعة الأولى، دمشق، ۱۳۷۶ هـ ـ ۱۹۵۷ م.

۲۵ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة. الشيخ محمد محسن الشهير بالشيخ آغا بزرگ الطهراني. الطبعة الأولى. مطبعة الغري، النجف الأشرف ۱۳۵۷ هـ.

۲۶ ـ دائرة المعارف، قاموس عام لكل فن و مطلب، فؤاد أفرام البستاني رئيس الجامعة اللبنانية، الطبعة الأولى، بيروت ۱۹۵۸ م.

۲۷ ـ الموسوعة العربية الميسرة، باشراف لجنة من العلماء والباحثين العرب، برياسة الاستاذ محمد شفيق غربال مدير معهد الدراسات العربية، الناشر دار الشعب، و مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر، الطبعة الثالثة، القاهرة ۱۹۷۲م.

۲۸ ـ نصوص ضائعة من كتاب الوزراء والكتاب للجهشياري. ميخائيل عواد، جمعها من مصادر مخطوطة ومطبوعة، و علق عليها دار الكتاب اللبناني ـ بيروت، سنة ۱۳۸۴ هـ ـ ۱۹۶۴ م.

[۱] الاغاني بترجمة النعمان بن بشير ط بيروت سنة ۱۹۵۹ م، ۱۶ / ۳ – ۱۴، ط ساسي ۱۴ / ۱۱۵ – ۱۲۰.

[۲] محمد بن اسحاق النديم في الفهرست، الفن الثالث من المقالة الثالثة، في أخبار العلماء وأسماء ماصنفوه من الكتب ،اخبار بن أبي طاهر، ص ۱۶۳. والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، حرف الطاء من آباء الأحمدين، الترجمة، رقم ۱۹۰۰، ۴ / ۲۱۱، وياقوت الحموي في معجم الأدباء بترجمته ۴ / ۸۷ – ۹۸. والصفدي في الوافي بالوفيات، الترجمة رقم ۲۹۴۸، ۷ / ۸. وفازيليف في تاريخ العرب والروم، ص ۳۳۹، والمستشرق ك هيوار في دائرة المعارف الاسلامية مادة: ابن أبي طاهر طيفور، ۱ / ۸۰. ومحمد زاهد الكوثري في مقدمة تاريخ بغداد لأبي الفضل الكاتب. ومعجم المطبوعات العربية والمغربية، جمع وترتيب يوسف إليان سركيس، مادة: أحمد ابن أبي طاهر ۱ / ۳۷۰.

[۳] ترجمته في الفهرست وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي، وهدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين ۱ / ۵۱. ودائرة المعارف الاسلامية. ومقدمة كتاب تاريخ بغداد للكوثري والاعلام للزركلى ۱ / ۱۳۸. ومعجم المؤلفين لعمر رضا كحالة ۱ / ۲۵۶. ودائرة المعارف قاموس عام، مادة ابن أبي طاهر طيفور.

[۴] مروج الذهب ومعادن الجوهر، ذكر خلافة المسنتصر بالله، ۴ / ۵۵.

[۵] بترجمته في معجم المطبوعات العربية والمعربة، ۱ /۳۷۰.

[۶] بترجمته في مقدمة كتاب بغداد. ومعجم المؤلفين لكحالة. وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي. والوافي للصفدي. والاعلام للزركلي. وكشف الظنون لحاجي خليفة، ۱ / ۲۸۸.

[۷] بترجمته في دائرة المعارف الإسلامية ،حرف الالف مادة: ابن أبي طاهر.

[۸] نفس المصدر السابق.

[۹] بترجمته من تاريخ بغداد للخطيب البغدادي وفي معجم الأدباء لياقوت الحموي.

[۱۰] بترجمته في دائرة المعارف الاسلامية، مادة: ابن أبي طاهر.

[۱۱] تاريخ العرب والروم، ص ۳۳۹.

[۱۲]بترجمته في دائرة المعارف الاسلامية، والنديم في الفهرست، ص ۱۶۳.

[۱۳]بترجمته في دائرة المعارف لفؤاد أفرام البستاني، مادة: ابن أبي طاهر.

[۱۴] بترجمته في دائرة المعارف الاسلامية مادة: ابن أبي طاهر.

[۱۵] هكذا ذكر ابن اسحق النديم اسم صاحب كتاب الباهر في كتابه الفهرست بترجمة ابن أبي طاهر في نقله عن كتاب الباهر.

وأما في ترجمة صاحب كتاب الباهر فيقول:

«جعفر بن حمدان الموصلي، هو أبو القاسم جعفر بن محمد بن حمدان الموصلي. . . فأمّا كتبه الأدبية فهي: كتاب الباهر في الاختيار من أشعار المحدّثين، (وبعض القدماء والسرقات)، الفهرست ص ۱۶۶.

وأما ياقوت الحموي، فقد نقل هذه الرواية بعينها في ترجمة أبي الفضل، قائلاً في مقدمتها:

«وحدث جعفر بن أحمد صاحب كتاب الباهر: كان أحمد بن أبي طاهر. . . »، ولكنه في ترجمته يقول:

«هو أبو القاسم جعفر ـ بن محمد بن حمدان الموصلي ـ ويذكر من جملة كتبه: الباهر في أشعار المحدَثين، عارض به الروضة للمبرد. معجم الادباء ۷ / ۱۹۰.

وقال حاجى خليفة في هذا الصدد:

الباهر في الأخبار لأبي القاسم جعفر بن محمد بن حمدان الموصلي. . . عارض فيه كتاب الروضة للمبرد. كشف الظنون، مادة: الباهر، في الأخبار، ۱ / ۲۱۹.

[۱۶] النديم في الفهرست و ياقوت الحموي في معجم الأدباء بترجمته.

[۱۷] محمد زاهد الكوثري في مقدمة كتاب تاريخ بغداد لابن طيفور.

[۱۸] أفرام البستاني في دائرة المعارف بترجمته.

[۱۹] دائرة المعارف الاسلامية مادة: ابن أبي طاهر، و قريب من هذا المعنى بترجمته في الموسوعة العربية الميسرة مادة: ابن أبي طاهر، ص ۹.

[۲۰] الموسوعة العربية الميسرة، و دائرة المعارف الاسلامية وأفرام البستاني في دائرة المعارف بترجمته.

[۲۱] النديم في الفهرست; والصفدي في الوافي بالوفيات; وأفرام البستاني في دائرة المعارف بترجمته.

[۲۲] كتاب العرب والروم، ص ۳۳۹.

[۲۳] دائرة المعارف، افرام البستاني، مادة: ابن أبي طاهر. وعزة العطار الحسيني، مقدمة كتاب بغداد لابن طيفور.

[۲۴] الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، بترجمة أحمد بن أبي طاهر.

[۲۵] غرة العطار في مقدمة كتاب بغداد لابن طيفور.

[۲۶] كتاب الاعـلان بالتوبيـخ لمـن ذمّ التاريخ، ص ۱۷۸.

[۲۷] ياقوت الحموي في معجم الأدباء بترجمته.

[۲۸](من تصنيف الكتب): هكذا جاء في الفهرست; وفي معجم الادباء والوافي بالوفيات هكذا: من التصنيف للكتب.

[۲۹] هكذا وردت (بضع عشرة) في الفهرست وقال رضا مجد (محقق كتاب الفهرست: وفي نسخة فلوجل الخطية وردت العبارة كذا: بضعة عشر. وكذلك وردت في معجم الأدباء والوافي بالوفيات بترجمته، وهو الصحيح .

[۳۰] هكذا جاء في الفهرست، جاء في معجم الأدباء هكذا: حُلواً من بين الكهول. وفي الوافي لم ترد هذه العبارة الأخيرة.

والكهوب، لعله مصدر: كهِب أو كهُب، والاسم منه: الكُهبة بمعنى الغبرة مشربة بالسواد.

[۳۱] الفهرست، ص ۱۶۳.

[۳۲] تاريخ بغداد بترجمة أحمد بن أبي طاهر.

[۳۳] يعني اللحن في اللغة.

[۳۴] دائرة المعارف الاسلامية، مادة: ابن أبي طاهر.

[۳۵] المسعودي في مروج الذهب، الطبعة الاوربية ۷ / ۳۳۳.

[۳۶] مقدمة كتاب بغداد لابن طيفور.

[۳۷] أخطأ الكوثري في ذكر اسم: ابن حمدان، وقد بينا ذلك في ص ۱۱.

[۳۸] مقدمة كتاب بغداد لابن طيفور.

[۳۹] اشتهر ابن اسحق صاحب الفهرست بـ (ابن النديم) وهو تصحيف، والصحيح: النديم، كما ذكر ذلك المحققون ومنهم الاستاذ رضا تجدد المازندراني في مقدمة الطبعة الثانية للكتاب.

[۴۰] دائرة المعارف، مادة ابن أبي (طيفور) طاهر.

[۴۱] الموسوعة العربية الميسرة، مادة: ابن أبي طيفور.

[۴۲] ياقوت الحموي في معجم الأدباء، بترجمة جعفر بن محمد الموصلي الشافعي.

[۴۳] الشيخ محمد زاهد الكوثري في كتاب بغداد لابن طيفور.

[۴۴] ياقوت الحموي، معجم الأدباء، ۷ / ۲۰۴.

[۴۵] ديوان طرفة بن العبد، ص ۱۹.

[۴۶] ديوان امرئ القيس، ص ۱۴۴.

[۴۷] السيوطي، شرح شواهد المغني، ص ۸۰۲.

[۴۸] كتاب الصناعتين، ص ۲۰۳.

[۴۹] بمعنى: أشك فيه.

[۵۰] كتاب الصناعتين، ص ۲۰۲.

[۵۱] معجم الأدباء بترجمة أحمد بن أبي طاهر.

[۵۲] نصوص ضائعة من كتاب الوزراء والكتاب للجهشياري، ميخائيل عواد.

[۵۳] تهذيب تاريخ ابن عساكر بترجمة الحسن بن مخلد بن الخراج، ۴ / ۲۵۲.

[۵۴] ياقوت الحموي في معجم الأدباء، بترجمته، والصفدي في الوافي أيضاً.

[۵۵] لعلها: إئتِ أو أئْتِ بمعنى: أقم.

[۵۶] الحموي في معجم الأدباء، بترجمة أبي الفضل.

[۵۷] ياقوت الحموي بترجمة أبي الفضل.

[۵۸] نفس المصدر.

[۵۹] الاصفهاني في الاغاني بترجمة فضل الشاعرة، ۱۹ / ۲۶۲.

[۶۰] أبو الفرج الاصفهاني في ترجمة فضل الشاعرة، ۱۹ / ۲۵۹.

[۶۱] تاريخ بغداد، بترجمته.

[۶۲] مقدمة تاريخ بغداد لابن طيفور.

[۶۳] معجم الأدباء بترجمته.

[۶۴] في مروج الذهب في ذكر خلافة المنتصر بالله محمد بن جعفر، ۴ / ۵۵.

[۶۵] نفس المصدر السابق، ص ۵۸

[۶۶] نزهة الألباء في طبقات الأدباء، بترجمة أبي تمام الطائي.

[۶۷] تاريخ بغداد للخطيب و معجم الأدباء للحموي.

[۶۸] مقدمة تاريخ بغداد لابن طيفور.

[۶۹] النديم في الفهرست.

[۷۰] فازيليف، تاريخ العرب و الروم، ص ۳۳۹.

[۷۱] الاغانى لابي الفرج الاصفهاني بترجمة فضل العبدية، ۱۹ / ۲۵۷ – ۲۵۸.

[۷۲] دائرة المعارف الاسلامية بترجمته.

[۷۳] تاريخ العرب والروم ص ۳۳۹.

[۷۴] في مقدمة كتاب تاريخ بغداد لأبي الفضل.

[۷۵] تاريخ الطبري في ذكره حوادث سنة ۲۵۰.

[۷۶] مروج الذهب ۴ / ۵۵.

[۷۷] مروج الذهب ۴ / ۵۸.

[۷۸] فازيليف، تاريخ العرب والروم، ص ۳۳۹.

[۷۹] كما مرّ ذكر مصدره في الهامش رقم ۳ من ص ۲۳.

[۸۰] معجم الأدباء بترجمة أبي الفضل أحمد بن أبي طاهر، ۳ / ۹۳.

[۸۱] نفس المصدر السابق، ۳ / ۹۴.

[۸۲] معجم البلدان، مادة: حلوان.

[۸۳] نفس المصدر السابق، مادة: نينوى.

[۸۴] معجم الأدباء بترجمة أبي الفضل أحمد بن أبي طاهر، ۳ / ۹۴ – ۹۵.

[۸۵] عزة العطار الحسيني والشيخ محمد زاهد الكوثري في مقدمة كتاب بغداد لابن طيفور.

[۸۶] الفهرست، ص ۱۶۳.

[۸۷] الوافي بالوفيات بترجمة أبي الفضل ابن طيفور.

[۸۸] في هدية العارفين، مادة: ابن أبي طاهر ۵ / ۵۱.

[۸۹] الحموي في معجم الأدباء بترجمته.

[۹۰] في تاريخ العرب والروم.

[۹۱] الياس سركيس، مادة أحمد بن أبي طاهر.

[۹۲] الاعلام للزركلي، بترجمته.

[۹۳] فازيليف، تاريخ العرب و الروم.

[۹۴] دائرة المعارف الاسلامية، مقالة هيوار.

[۹۵] حاجي خليفة، كشف الظنون، مادة: تاريخ بغداد.

[۹۶] دائرة المعارف الاسلامية، مقالة هيوار.

[۹۷] عزة العطار الحسيني، مقدمة كتاب بغداد لأبي الفضل.

[۹۸] الشيخ محمد زاهد الكوثري في مقدمة تاريخ بغداد.

[۹۹] دائرة المعارف الاسلامية مادة ابن أبي طاهر.

[۱۰۰] كتاب العرب و الروم، نازيليف.

[۱۰۱] دائرة المعارف الاسلامية مادة ابن أبي طاهر.

[۱۰۲] في كتابه الاعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التاريخ، ص ۱۷۸.

[۱۰۳] في مقدمة كتاب بغداد لابن طيفور.

[۱۰۴] الحموي في معجم الأدباء وعمر رضا كحالة من معجم المؤلفين بترجمته.

[۱۰۵] دائرة المعارف الاسلامية مادة: ابن أبي طاهر.

[۱۰۶] الذريعة الى تصانيف الشيعة، حرف الباء الرقم ۴۸۹، تحت عنوان: بلاغات النساء، ۳ / ۱۴۲. والزرگلي من الاعلام بترجمته، ۱ / ۱۳۸.

[۱۰۷] الفهرست، الفن الثالث – من المقالة الثالثة – اخبار بن ابي طاهر، ص ۱۶۳.

[۱۰۸] دائرة المعارف الاسلامية مادة: ابن أبي طاهر.

[۱۰۹] كارل بروكلمان، تاريخ الأدب العربي ۱ / ۲۴۹.

[۱۱۰] الحموي في معجم الأدباء بترجمته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.