ذكريات مع العلامة العسكري-الطعام البسيط

الطعام البسيط-ذكريات مع العلامة العسكري

حجت الاسلام علی سلیمی

الراوي: الشيخ علي سليمي (إبن أخت العلامة العسكري)

طلب الطعام في المستشفى

العلامة العسكري لم يكن شخصاً يتناول اطعمه متنوعه و كان يكتفي بطعامٍ بسيطٍ جداً و كان يراعي النظافة و الصحة في الطعام بشدة لأنّ السماحة السيد لم يكن يأكل اي طعام. أتذكر عندما كان العلامة العسكري في المستشفى بما انه كان شخصيةً معروفة و معتبرة اذا كان يطلب اي طعام (كباب مع الأرز او دجاج مشوي او اي شئ آخر) كان جاهزاً له. سألوا العلامة العسكري: «ماذا تود أن تأكل؟»، قال: «ما أنواع المرق الذي لديكم؟» هم قالو كل انواع المرق الموجود لديهم من بينهم مرق البرقوق. قال السماحة السید: «احضروا لي وعاءً صغيراً من ذلك المرق مع قليلٍ من الخبز» و السيد كان يكتفي بطعامٍ مثل هذا. كان يأكل الخبز مع المرق.

ليلة في لواسانات

أتذكر تلك الايام التي كان العلامة العسكري يبات الليالي في لواسان، كان يجب أن يكون شخصا معه حتي يساعد السيد في الأمور التي يحتاجها.
في بعض الليالي انا أيضاً كنت ابقی معه. يوما ما كنت جائعاً جداً. تلك الأيام كانت اوائل شبابي. السيد كان مشغولاً بالقراءة في مكتبه كالعادة. أتيت و قلت للعلامة: «خالي أنا جائع جداً!» قال الحاج: «اذهب و انظر ماذا تجد في الثلاجة و كُل.» ذهبت للثلاجة و كانت فارغة، لم اجد شيئاً. قلت: «سيدنا لم اجد شيئاً لآكله.» العلامة العسكري اعطى مالاً لشخص كان معنا ليشتري بعض الطعام و قد اكلنا من ذلك الطعام. في حين العلامة في تلك الليلة حضّر صحناً مع يقطينةٍ صغيرة جداً و وضع تلك اليقطينة داخل زجاجه و اغلقها و وضعها داخل قدرٍ مليءٍ بالماء و وضع ذلك القدر علي النار حتي يغلي الماء و تصبح اليقطينة داخل الزجاجه مهروسه. ثم وضع اليقطينة داخل الصحن و اضاف اثنين الى ثلاث ملاعق من اللبن و ملعقة زيت الزيتون و هرس اليقطينة بالملعقة و مزجها مع اللبن و زيت الزيتون و تناولها مع الخبز. هذا كان عشاء السيد. طعام خفيف جداً و مختصر. العلامة العسكري كان مقيّداً أن لا يتناول أي طعام.

توصيات العلامة العسكري لأخته

في بعض الأحيان كان العلامة العسكري يشرفنا بمجيئه الى منزل أخته (والدتنا). وفي بعض الأحيان كان يبقى في منزلنا ليوم او يومين. و والدتنا كانت متعوده أن تصوم كثيراً. في الأيام المستحبة أو ايام خاصة مثل الثنين و الخميس أو اول الشهر، وسط الشهر، آخر الشهر و… و خلاصة الحديث كانت تصوم كثيرا و نحن كنا نود ان لا تصوم والدتنا في بعض الأوقات و كنا نقول للمرحوم والدنا: «أنت قل للوالده أن لا تصوم» و والدنا كان يقول: «أنا لا أقول لها شيئا فالتفعل ما تود. أنا راض بما تفعل.» في احد الأيام التي اتى فيها العلامة العسكري الى بيتنا قررنا انا و أخي ان نتحدث حول هذا الموضوع معه كي يخبر أخته ان لا تصوم او تصوم أقل. والدتنا كانت تنادي العلامة: آقا داداش [السيد الأخ] و نحن كنا نعرف أنه اذا يأمر المرحوم العسكري أخته الوالده هي سوف تقبل و تطيع كلامه. لذا ذهبنا لمحضر العلامة و قلنا له: «سيدنا أختك تصوم كثيراً. تحدث معها ربما تصوم أقل»، و قلنا للسيد: «والدتنا لا تتناول كثيراً من الأشيا كالسكر،الجبن و…» قال سماحة السيد: «ياللعجب! نادوها لأرى» و نحن ذهبنا فرحين و قلنا للوالدة: «آقا داداش [السيد الأخ] يناديك.» أتت الوالده و قال السيد لوالدتنا: «سمعت أنكِ تصومين كثيراً» نظرت الوالده الينا و حزرت أننا قلنا شيئا و قالت: «نعم يا أخي انا اصوم [كثيراً] هل في هذا الأمر مشكلة؟» قال السید العلامة: «لا لا ليس فيه مشكلة [على الإطلاق] جيدٌ ما تفعلين إستمري.» ثم أضاف: «هل بطنُ الإنسان سلة نفايات لنرمي فيها أي شيء؟ جيدٌ ما تفعلين. كلي قليلاً. أحسنتي.» الخلاصة مالذي فكرناه و مالذي حدث! السيد شجّعها كثيراً لهذا العمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.